This article traces the ethos of the United States to a Mediterranean setting. Founded as a Roman-like republic, the country has also understood itself as a “second Israel” throughout its history. This combination has proved itself to be anything but problem free: while Americans wished to become republicans according to the Roman model, they could not ignore Rome’s corruption and decline. On the other hand, if they were to be the new Israel, what did it mean to be a God-chosen republic?

One way to make sense of this tension is by better understanding a “Mediterranean Synthesis” in American history. If Rome excited Americans but also demonstrated that a republic would necessarily become corrupt, Jerusalem promised that the American Rome could escape the historical pitfalls that ensnared republics for millennia. Americans thus made sense of the meaning of their national experience in light of two ancient Mediterranean entities, a classical polity and a biblical nation, hence becoming a chosen republic. The outcome was Americans’ paradoxical ability to perceive theirs as an exceptional polity, one that would not necessarily follow the universal rules of history.

الجمهورية المصطفاة: روما، وأورشليم، و”الدمج المتوسّطي” في التاريخ الأمريكي

عران شاليب

تسعى هذه المقالة إلى الكشف عن أعقاب مجموعة العقائد للولايات المتحدة المتعلّقة بالمتوسّط. تأسّست الولايات المتحدة بوصفها جمهورة قريبة إلى النموذج الروماني واعتبرت نفسها عبر تاريخها في الوقت ذاته “إسرائيل الثانية”. وقد اتضح أنَّ هذا الجمع بين التصوّرين يخلق إشكالية: فبينما رغب الأمريكيون بالتحوّل إلى جمهورية وفق النموذج الروماني فإنهم لم يستطيعوا تجاهل الفساد والأفول التي شهدتها الجمهورية الرومانية. ومن جهة أخرى، إذا رغبوا بالتحوّل إلى إسرائيل الثانية فماذا تعني عبارة الجمهورية التي اصطفاها الرب؟

يكمن أحد السبل للتغلّب على هذه الإشكالية في فهمنا لما يطلق عليه تعبير “الدمج المتوسّطي” عبر التاريخ الأمريكي. بينما أثارت روما الأمريكيّين والتي كان مصيرها بالضرورة إلى الفساد، فإنَّ أورشليم قد ضمنت لروما الأمريكية أن تنجح في التغلّب على المصير التاريخي المحتوم الذي أدخل الكآبة على الجمهوريّين. وعليه، فإن الأمريكيّين يضعون تجربتهم القومية في ضوء كيانيّين متوسّطين قديمين، كيان سياسي كلاسيكي وشعب توراتي، ومن هنا فإنَّ الجمهورية تتحوّل إلى جمهورية مصطفاة. أما النتيجة فتتجلّى في القدرة الثنائية التضادية للأمريكيّين لإدراك أنفسهم ككيان استثنائي لا يخضع بالضرورة إلى قوانين التاريخ العالمية.